لينكس Linux : لماذا التنقل بين التوزيعات؟



ما هي افضل توزيعة ؟

ما هي افضل واجهة ؟

لماذا النظام يحتوي على العديد من التوزيعات ؟

لماذا هنالك العديد من مدراء البرامج و العديد من الحزم ذات الامتدادات المختلفة ؟

لماذا ﻻ استطيع الاستقرار على توزيعة معينة ؟



العديد منا ( اذا لم يكن الكل ) قد تبادر الى ذهنه هذه الاسئلة و تكررت في باله فلماذا اغلب المستخدمين ﻻ يستقرون على توزيعة اكثر من بضع شهور , و سرعان ما يعجب بتوزيعة اخرى لسبب او اخر !

سأحاول في الاسطر القليلة القادمة ان اجيب على هذه الاسئلة من تجربتي الشخصية و على الرغم من انها ليست بالتجربة الكبيرة و لكن اتمنى ان يستفاد البعض منها ان شاء الله .

في البداية و قبل كل شئ يجب معرفة بعض الامور الاساسية و الاتفاق على بعض الاسس .

اول شيء هو : ماهو هذا النظام و كيف نشأ ؟ و هل تسميته “جنو/لينكس” صحيحة ام “لينكس ” هي اﻻصح ؟

بدأت الفكرة من العبقري “ريتشارد ستالمن ” الذي اوجد مشروع “جنو GNU “ و عمل عليه لسنوات عديدة ليعمل على مبدأ نظام “يونكس UNIX “ و لكن ببرامج و ادوات تمت كتابتها بالكامل من الصفر , فبعد ان تم منع تداول نظام “يونكس UNIX “ مجاناً اﻻ بعد شراء تراخيص من الشركة المالكة له , قرر ريتشارد ستالمن ان يقوم ببناء نظام تشغيل مشابه لنظام “يونكس UNIX “ و لكنه مستقل بحد ذاته اي انه ﻻ يعتمد على اي شيء خاص بذلك النظام و بدأ المشروع في منتصف الثمانينيات و تحديدا في عام 1984 و قد بين ريتشارد ستالمن تسمية نظامه بأنه نوع من التلاعب بالالفاظ اذ ان الاسم “GNU” يمثل بالتحديد الحروف الاولى من العبارة “Gnu’s Not Unix” اي ” جنو ليس يونكس ” و هذا بحد ذاته تحدي كبير للشركة المالكة للنظام , لكن بقي امر اخر وهو نواة النظام و التي تمثل روح النظام , هنا بدأ القدر يساعد ريتشارد ستالمن اذ ظهر “لينوس تورفالدز” في بداية التسعينيات و تحديدا في عام 1991 بنواته المسماة “لينكس Linux” لتكتمل لوحة ريتشارد ستالمن و يظهر النظام بشكل كامل و طرح الى المستخدمين لتجربته , اذاً فالنظام يتكون من مشروعين منفصلين هما مشروع “جنو GNU “ و نواة “لينكس Linux” لهذا ﻻ يمكن تسميته بنظام جنو فقط او نظام لينكس فقط بل جنو/لينكس GNU/LINUX و تلفظ “جنو سلاش لينكس ”

بعد هذه المقدمة السريعة جدا تبين ان النظام يتكون من ادوات جنو بنسبة كبيرة و نواة لينكس و هذا ينطبق على جميع التوزيعات , فمثلاً توزيعات ديبيان و هي من التوزيعات العريقة و الكبيرة تعمل على ادوات جنو و نواة لينكس , كذلك الحال مع اوبن زوزا او ريدهات او فيدورا او سلاكوير او ارتش او جنتو او غيرها من التوزيعات الام في النظام , فلا يوجد فرق بين توزيعة و اخرى سوى ببعض الامور الفرعية و لكن الاساس ثابت و هو ( العديد من ادوات جنو + نواة لينكس = نظام جنو/لينكس)

حسناً هل هذا يعني ان جميع التوزيعات متشابهة مع بعضها ؟

كلا , فنحن اتفقنا بأن الجوهر و اﻻساس هو واحد و لكن هذا ﻻ يعني جميع التوزيعات متشابهة , فالبعض قام بتطوير ادوات خاصة به و دمجها بالنظام و البعض الاخر قام باضافة تعديلات على النواة و غيرها من الامور الفنية مثل الحزم فدبيان و ما بني عليها تستخدم امتداد .deb و ريدهات و ما بني عليها يستخدم rpm , و البعض الاخر استخدم هذه الامتدادات لتوزيعاته الخاصة به و هكذا … و لكن نكرر ان المبدأ هو واحد مع بعض الاختلافات .

لكن لماذا هذا التنوع في التوزيعات ؟

التنوع هو احد اكبر نقاط القوة في النظام , فهو يلبي جميع الاذواق و المتطلبات , فمثلا ديبيان توزيعة عملاقة شأنها شأن سلاكوير او ارتش او زوزا او ريدهات او غيرها من التوزيعات الام لكن رأى البعض انها ﻻ تلبي رغباته من حيث الشكل او السياسة او الادوات التي تأتي معها , فقامو بعمل تعديلات عليها و انشأوا توزيعاتهم الخاصة بهم كما حصل مع اوبونتو كمثال و التي ظهرت من ديبيان و التي تعتبر اسهل في التعامل من ديبيان نفسها و بسيطة للمستخدم الجديد و بواجهة مختلفة , و لكن البعض الاخر لم يرضى بهذا ايضا فقام بعمل التعديلات عليها ايضا و على الواجهة لتظهر لينكس منت و هكذا … فالتنوع يلبي جميع الرغبات و لكل الفئات بدلاً من التقيد بشكل واحد و برامج واحدة و امور روتينية معقدة , و هذا التنوع يعطي للمستخدم كامل الحرية في الاختيار و التعامل ,

مما سبق يتظح لماذا تنوعت الواجهات فهي وجدت لتسهيل استخدام النظام من قبل المستخدم و لتلبية اذواق الجميع و هنا يتحكم ذوق المستخدم و قناعته بأن هذه الواجهة افضل من غيرها او انها تلائم مواصفات جهازه او ﻻ .

اﻻن نأتي الى السؤال الاهم لماذا عدم الاستقرار مع توزيعة معينة ؟

الاجابة بسيطة و هي المستخدم نفسه فلو رجعنا قليلا نلاحظ ان النظام يعمل على نفس الادوات و نفس النواة مع بعض الاختلافات البسيطة و لنأخذ تجربتي كمثال بسيط :

بدات تجربتي مع النظام بالصدفة عند سؤال احد الاصدقاء في الجامعة عن وجود نظام اخر غير الوندوز و الماك فأجاب بوجود لينكس و اعطاني قرص مضغوط يحتوي على اوبن زوزا على ما اتذكر كانت اصدارة 10 و لكن لم تنجح تجربتي معه بسبب صعوبة التثبيت و عدم امتلاكي للنت انذاك لارجع بعدها مع اوبونتو 10.4 التي ادهشتني بجمالها و الوانها الجميلة و لكن لم استخدمها كثيرا بسبب النت ايضا حتى بدأت فعليا مع 10.10 , وواجهت العديد من الصعاب معه بسبب تجربتي البسيطة و عدم انتشار النظام فالقليل جدا ممن سمعوا بالنظام و لكن بمساعدة صديقي العزيز عبد المجيب استطعت اﻻستمرار معها لفترة جيدة استمرت تقريبا 8 شهور خصوصا مع اوبونتو 11.4 و 11.10 و استمريت بالتنقل بين التوزيعات فقمت بتجربة ما ﻻ يقل عن 20 توزيعة مختلفة و لم استقر على توزيعة معينة , و لكن ما حصل اني كلما شاهدت فيديوات عبد المجيب و اعجابه باﻻرتش لينكس ازدادت الرغبة بتجربتها و بعد اكثر 12 محاولة لتثبيت الارتش ( كل محاولة ﻻ تقل عن ثمان ساعات متواصلة بسبب سرعة النت التي تصل الى 20k ) استطعت اخيرا من تثبيت النظام و ابهرني النظام بقابليته للتخصيص من حيث الحزم و تنوع الحزم و رغبت بتثبيت واجهة يونتي عليه و فعلا حصل هذا لي و قمت بعدها بتثبيت جميع الامور الخاصة باوبونتو على الارتش فأدركت حينها ان السبب هو بي انا كمستخدم فجميع الادوات موجودة على جميع التوزيعات تقريبا اﻻ ما ندر ,

مثلا المنتاري التي احدثت ضجة ما يفرقها عن اوبونتو هو بعض البرامج و الواجهة فقمت بتثبيت الواجهة و الادوات على نظامي دون الحاجة الى عمل فورمات و تثبيت المنتاري و الحال نفسه مع منت وواجهة سينامون او ماتيه و بهذا استطعت الاستقرار مع توزيعتي دون الحاجة الى تغييرها , كذلك الحال عند استخدامي ديبيان قمت بتثبيت جميع الامور التي ارغب بها دون الحاجة الى تغيير النظام …..

و نصيحتي لكل مستخدم لنظام جنو لينكس هو الاستقرار على توزيعة معينة وواجهة محددة حسب احتياجاته و رغباته كي ﻻ يصاب بالملل و التعب من التنقل بين التوزيعات و بالتالي النقم على النظام …

اتمنى ان تكون الفكرة قد وصلت الى الجميع ان شاء الله
شكرا لك ولمرورك